المكتبة الرقمية للجان الوطنية العربية للألكسو

كتب >> النهوض باللغة العربية

النهوض باللغة العربية

النهوض باللغة العربية

إن تشجيع المعالجة الآلية للغة العربية والبرمجيات الحرة المفتوحة المصدر قضيتان أساسيتان شغلتا اهتمام إدارة العلوم والبحث العلمي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وقبل التطرق إلى الإنجازات التي حققتها الإدارة خلال السنوات القليلة الماضية، لا بد من بيان المرجعيات التي استندت إليها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في دعمها للبرمجيات الحرة المفتوحة المصدر وفي تنسيق الجهود العربية في مجال المعالجة الآلية للغة العربية باستخدام هذه البرمجيات.

  1. الرؤية العربية لمجتمع المعلومات في المنطقة العربية المقدمة إلى القمتين العالميتين لمجتمع المعلومات       (جنيف 2003، وتونس 2005). فقد اشتملت مساهمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في البرنامج العربي لمجتمع المعلومات في المنطقة العربية على خمسة مشروعات خاصة بها من بينها مشروع: البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر باعتبارها وسيلة لردم الهوة الرقمية وخدمة مجتمع المعرفة في الوطن العربي.
  2. خطة عمل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للأعوام 2005-2010.
  3. إعلان قمة الرياض في مارس/آذار 2003، حيث أعلن قادة الأمة عزمهم على إيلاء اللغة العربية كل ما تستحقه من رعاية واهتمام لما لها من أهمية روحية وثقافية وتنموية عظيمة.
  4. مبادرة جلالة الملك عبد الله لإغناء المحتوى العربي على الشابكة (الإنترنت).
  5. مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة الذي أقرّته قمة دمشق مارس/آذار 2008، والذي نصَّ أحدُ بنوده على وضع برامج لتعزيز البحث والتطوير وزيادة عدد المؤسّسات العاملة في بحوث اللغة العربية كي تجاري متطلبات التوجّه نحو مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة وتنسيق البرامج على المستوى القومي وتنفيذها في الجامعات ومعاهد البحوث العربية.

أما لماذا المعالجة الآلية للغة العربية؟ فنكتفي في الإجابة عن هذا السؤال بما جاء في مقدمة وثيقة مشروع المعجم العربي التفاعلي من أنه، ومع الدخول في "الاقتصاد القائم على المعرفة" وتوجُّه المجتمعات نحو ما يسمّى "بمجتمع المعرفة"، ازداد دور اللغة ازديادًا كبيرًا لكونها وعاء المعرفة، وأنه مع انتشار استعمال الحاسوب والشابكة (الإنترنت)، شهدت الصناعةُ اللغوية الحديثة تطورًا كبيرًا. ولما كانت هذه الصناعة تتطلّب أن يكون التعامل بين الإنسان والآلة باللغات الطبيعية، فإن استعمال الحاسوب في تطبيقات اللغة العربية أصبح ضرورة ملحّة.

وكانت الخطوة الأولى التي أنجزتها إدارة العلوم والبحث العلمي في مجال البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر: حصر الكفاءات العلمية العربية والجهود البحثية الجارية في هذا المجال؛ فتعاونت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مع مجموعة من العلميين العرب من داخل الوطن العربي وخارجه في إعداد استمارتَي معلومات باللغتين العربية والإنجليزية، وزِّعت على جميع الدول العربية وكذلك خارج الوطن العربي للحصول على البيانات المطلوبة.

تلا ذلك دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وبالتعاون مع مكتب اليونسكو بالقاهرة، لعقد الاجتماع العربي للبرمجيات الحرة المفتوحة المصدر، في مقر المنظمة بتونس في العام 2005. وكان هذا الاجتماع هو الأول من نوعه الذي شارك فيه ممثلون عن الدول العربية، وبعض المنظمات الإقليمية، والقطاع الخاص، والجمعيات العلمية غير الحكومية، وخبراء عرب من داخل الوطن العربي وخارجه. وكان الأول من نوعه أيضًا في طبيعته؛ حيث استعرض واقع البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر في الأقطار العربية، ورَصَدَ تقدُّم استعمالاتها، واقترحَ المشروعاتِ البحثيةَ في مجال البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر، وفي طليعتها المعالجة الآلية للغة العربية.

وبالفعل تمّ تكليف فريقٍ من الخبراء العرب في سورية بإعداد نظام حاسوبي مفتوح المصدر للاشتقاق والتصريف في اللغة العربية، وأُنْجِز هذا النظام في العام 2007، ووُضع في موقع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على الشابكة (الإنترنت)، وعلى أشهر المواقع العالمية للبرمجيات الحرة المفتوحة المصدر: www.sourceforge.net.

وقد دفع الاهتمام العربي والدولي بنظام الاشتقاق والتصريف المنظمةَ العربية للتربية والثقافة والعلوم لتبنّي مشروع المعجم الحاسوبي التفاعلي للغة العربية. وعندما طُرِحَ المشروعُ للتنفيذ أبدت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية رغبتها بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تنفيذ هذا المعجم، وتقديم الدعم المادي اللازم لإنجازه. وتم عقد اجتماعين خاصين لهذا المعجم أولهما في دمشق عام 2007، بالتعاون مع مجمع اللغة العربية بدمشق، وثانيهما في الرياض عام 2008، بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز، شارك فيهما نحو مئة لغوي وحاسوبي من داخل الوطن العربي وخارجه ومن ممثلي بعض الشركات العربية والدولية المعنية.

بعد ذلك كلَّفت إدارة العلوم والبحث العلمي فريقًا من الخبراء العرب في المغرب بإعداد محلِّل صرفيٍّ مفتوح المصدر، وأُنجز هذا المحلِّل (برنامج الخليل الصرفي) في العام 2010، ووُضع أيضًا في موقع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وفي موقع sourceforge.net.

وهكذا تتالت الاجتماعات وورشات العمل التي عقدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع الهيئات العلمية المختلفة في الوطن العربي، وتتالت أيضًا المشاريع والتطبيقات الحاسوبية التي سيجد القارئ الكريم عَرْضًا موجزًا لها في هذا الكتيّب مرتبةً بترتيبها الزمني.


إدارة العلوم والبحث العلمي

الجهة المشرفة: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم >> إدارة العلوم والبحث العلمي

شهر وسنة الإصدار: 2012-03