من شعراء الإحياء - أحمد شوقي، معروف الرصافي، محمد الشاذلي خزندار

إن للشعر مكانة متميزة في الحضارة والثقافة لعربيتين. فهو أحد إبد عاتها الرئيسة وعلامة بارزة من علامات تفردها في ممارسة أرقى التعبيرات الفنية وأكثرها عمقا وإبداعا جماليا.

ورغم ما يُقال عن هيمنة الثقافة المادية على زمننا الرّاهّن وعن تراجع لكل ما يتصل بالجانب الشعوري والوجداني والتخيلي لإنسان القرن الحادي والعشرين، فإن حاجة الذّاتّ الإنسانية باختلاف مشاربها الحضارية إلى البوح والتعبير والتواصل والاتصال بواسطة الشعر، ظلت حاجة حيوية وأساسية.

وتأسيسا على ما يحظى به الشعر من أهمية مركزية، ما فتئت تتراكم وتتعزز في ثقافتنا العربية مع تتالي العصور والأزمنة، فإن المنظمة لعربية للتربية والثقافة والعلوم التي تعمل على العناية بالشأن الثقافي في لوطن العربي، رأت أنه من المهم أن تبعث تقليدا جديدا، يتمثل في تخصيص يوم عربي للشعر، إذ يبدو من غير المنطقي أن لا يكون للشعر عيده في رزنامة الأيام العربية المقررة، والحال أننا من أكثر الأمم عراقة في قول الشعر والولع به.

فبعث هذ لتقليد، يمثل دعما إضافيا ليوم للغة العربية (18 كانون الأول / ديسمبر) من جهة، ولليوم العالمي للشعر (21 آذار / مارس) من جهة ثانية، وهو اليوم لذي أعلنت عنه اليونسكو، في الدورة لثلاثين لمؤتمرها العام، التي عقدت بباريس في عام 1999.

وكي لا يقتصر احتفالنا الأول باليوم العربي للشعر على إنشاد الشعر وتنظيم جلسات علمية، فقد ارتأينا أن نصدر بهذه المناسبة كتابا يتناول إحدى المدارس الشعرية التي ظهرت في العصر الحديث وهي مدرسة الإحياء والبعث.

واختيارنا لمدرسة الإحياء والبعث، محاولة لاستدعاء بعض رموز هذه المدرسة والتعرف إلى الخصائص الأساسية التي ميزت خطابها الشعري سواء من ناحية المضامين أو من ناحية الأساليب.

وإن هذ الكتاب، ليس إلا إضاءة خاطفة للشعر الإحيائي ولثلاثة من شعرائه الكبار وهم الشعراء أحمد شوقي ومعروف الرصافي ومحمد الشاذلي خزنه دار. وكما تلاحظون فقد حرصنا على اختيار عينة تمثيلية عن أعلام المدونة الإحيائية العربية قدر المستطاع.

وقد يكون هذ العمل، حافزا كي ينكب الباحثون في مجال النقد الأدبي على الشعر الإحيائي بالتمحيص والنظر والمقاربة العلمية.

كما أن هذ الكتاب الذي يحمل عنوان «منْ شعراء الإحياء»، والذي يجمع بين الدراسات والمختارات الشعرية، سيكون فاتحة لأعمال أخرى، نتناول فيها مدرسة الرومانطقية العربية وحركة الحداثة الشعرية وصولا إلى التجارب الرّاهّنة باختلاف تصوراتها الشعرية.