لازال يشكو واقع تقنية المعلومات بالدول العربية من نقص في تبني واستخدام الموارد مفتوحة المصدر، سواء على صعيد المؤسسات التعليمية، أو الشركات الخاصة أو الحكومية، رغم الانتشار الواسع الذي حققته هذه الموارد إقليميًا وعالميًا. وأدى هذا الأمر إلى حرمان الدول العربية، وخاصة النامية والفقيرة منها، من الفوائد الجمة التي قد تكسبها جراء استخدامها واستغلالها، بدءًا من توفير المبالغ الكبيرة التي تصرف سنويا ثمنا لتراخيص استخدام الموارد التجارية المغلقة التي تفرضها الشركات الاحتكارية العالمية، وتثقل بها كاهل الاقتصاد العربي، وانتهاءً باستقلالية القرار التجاري لهذه الدول؛ وقد تمّ استثمار الموارد التعليمية المفتوحة من قبل الكثير من الدول والشعوب المتقدّمة، وتمّ تعديلها وتطويعها لتتماشى مع المتطلبات الخاصة للغاتهم وثقافاتهم، مما أدى إلى إزالة العوائق التي تمنع الاستفادة من معطيات ثورة تقنيات المعلومات، سواء كانت لغوية أو ثقافية أو مادية.
من هذا المنطلق تقدّم إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، للقرّاء والمهتمّين في الوطن العربي كتاب "الموارد التعليمية المفتوحة: الاستخدام والمشاركة والتبنّي" في الوقت الذي تعاني فيه المكتبات العربية من شحّ الكتب المتخصّصة في تقديم معلومات عن أحدث اتجاهات التعلّم والتعليم العصري، وبالخصوص في ما يتعلّق بالموارد التعليمية المفتوحة والمقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الانتشار، وضعف المحتوى العربي الرقمي التعليمي-الذي لا يتجاوز 3% من المحتوى العالمي-، ونقص الأبحاث العلمية باللغة العربية، مما يجعل مجال الموارد التعليمية المفتوحة العالمية فرصة ثمينة تساعد طلابنا وباحثينا وكلّ الساعين إلى المعرفة بعد تكييف هذه الموارد بالترجمة والتجزئة والتركيب والاستخدام من ثمّ مشاركتها.
يضمّ الكتاب عشرة فصول، تضمّنت شرحًا تفصيليًا عن الموارد التعليمية المفتوحة من وجهة نظر عملية وتقنية، وبسّطت مفاهيمها ورخصها ومجالات استخدامها لغير المتخصّصين، كما تطرّقت فصول الكتاب إلى عرض أبرز منصّات الموارد التعليمية المفتوحة العالمية والعربية ونظم وأنواع التعليم الإلكتروني المستخدمة حديثّا بالجامعات العالمية المتقدّمة، وأوضحت طرق استحداث وخطوات بناء الموارد التعليمية المفتوحة، وكيفية تبني وخصخصة ونشر ومشاركة الموارد التعليمية المتاحة بحسب الرخص التي جاءت بها، وتوضيح إطار عمل لتبني الموارد التعليمية المفتوحة على الصعيد المؤسسات التعليمية والتدريبية العربية.
والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إذ تقدّم هذا الكتاب القيّم، فإنّها تدعو وتشجّع الاستفادة من المفاهيم الفنّية والعلمية التي جاءت به، اسهامًا منها في تطوير سياسات وأساليب التعليم والتعلّم في الوطن العربي، وتحفّز المهتمّين والمتخصّصين العرب للاعتماد على استخدام وتبنّي الموارد التعليمية المفتوحة نظرًا لعائداتها الإيجابية على المجتمعات والاقتصادات العربية.
الجهة المشرفة: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم >> إدارة العلوم والبحث العلمي
شهر وسنة الإصدار: 2018-12