من أجل استراتيجية عربية لمكافحة التطرف العنيف والفكر المتشدد ومعالجة آثارهما
يعدّ التطرّف العنيف من أكثر الظواهر التي تهدّد العالم اليوم، لتعدّد أسبابه وخطورة آثاره، حتّى غدا ظاهرة عابرة للقارّات والثقافات، تحظى بالاهتمام الكبير من الحكومات والمجتمعات ومراكز البحث الاستراتيجي، وهو ما حتّم على المجتمع العربي المساهمة الفاعلة في البحث عن حلول عملية لهذه الظاهرة وفق مقاربة متعدّدة الأبعاد.
تأتي هذه الدراسة للتأكيد ما يلي:
- يكون البحث في قضية التطرّف العنيف بحثا شاملا يتقصّ أسبابه ومظاهره ويعي تشابك قضاياه وتعقيدها، بغية الخروج بتصوّر واضح المعالم. وهو ما سعت الدراسة إلى إبرازه بالجهد المعرفي الذي بُذل في تحديد الظاهرة وأسباب انتشارها، وتعريف المصطلحات والتنبيه إلى محاذير التعميم والخلط التي قد تشوب بعض المفاهيم أحيانا،
- العمل على وضع مقاربة شاملة لمعالجة الظاهرة تستحضر الأبعاد الفكرية والاقتصادية والثقافية والتشريعية، وتستعين بمختلف المناهج ذات الصلة بالجوانب النفسية والعلمية، وتنطلق من سياق عالمي أزالت فيه وسائل الاتصال الحديثة كلّ الحدود والموانع.
- تأطير المعالجة العربية لظاهرة العنف "المعولم" برؤية كونية وهو ما يفسّ انطلاق مقترحات هذه الوثيقة من خطّة الأمم المتحدة لمكافحة العنف تأكيدا لأهميّة المنظور الإنساني والمسؤولية الجماعية في التعاطي مع هذه الظاهرة.
- الجمع بين الإفادة من التجارب العالمية والعربية وقوّة الاقتراح، ويمكن القول إنّ الدراسة قد وضعت ملامح خطّة عربية كفيلة بالمساهمة، إن نفّذت، في تأمين السلامة والأمن للجميع، وترسيخ قيم التعايش والتحاور والسلم والتآزر ونبذ العنف والإقصاء والتهميش.
كما ركّزت على إصلاح التعليم وتفعيل سياسات التشغيل وإشاعة روح الحوار على أسس الانفتاح والحرية وتشجيع الإبداع والفاعلية القيادية لدى الشباب في معالجة هذه الظاهرة، وهي قيم تسعى المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى نشرها وتعزيزها.
الجهة المشرفة:
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم >> إدارة التربية
شهر وسنة الإصدار: 2020-01