التغيرات المناخية

يُسعد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) أن تضع بين أيدي قرائها الأعزاء، مجلة الألكسو العلمية للفتيان التي أفردت في عددها الثلاثين (ديسمبر/2018) ملفا خاصا بالتغيرات المناخية، سعيا من المنظمة للفت انتباه الفتيان العرب إلى أهمية هذه الظاهرة، باعتبارها قضية بيئية هامة وحقيقة علمية ومشكلة عالمية طويلة المدى، تنطوي على تفاعلات معقّدة لها تداعيات اجتماعية وبيئية واقتصادية بالدرجة الأولى، لا سيّما وأنّ سببها الرئيسي يعود إلى النشاط البشري المفرط في استغلاله للموارد الطبيعية المتاحة، الشيء الذي أدى إلى اختلال التوازن البيئي، ناهيك عن الأسباب الطبيعية الأخرى؛ وقد تضمّن هذا العدد مقالات علميّة حول "الوعي المبكر بالتغيرات المناخية وعواقبها في كتب العلماء القدامى"، و"التغيرات المناخية: تعريفها، أسبابها ونتائجها "،و"الطــاقة ودورها في التغييرات المناخية لكوكب الأرض"، إضـــافة إلى مقالات علمية متنوّعة من بينها " مـن لوسي إلى أيامنا هذه...استكشاف أصولنا " و"حوسبة اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين"، و"الطـاقة الحراريــة الأرضيّة كمصـدر لتوليـد الكهربـاء"...، ساهم في كتابتها خبراء علميّون من الجزائر ومصر وتونس والسعودية وسوريا؛

 ويزدان هذا العدد بتقديم نبذة عن حياة عالم المناخ العربي المرحوم الدكتور محمد سنوسي، وإنجازاته وأعماله، والجوائز التي تحصّل عليها، وهي قصة إنسان اتّسم بسعة العلم وسمو الخلق، بل حلّق بعيدا بمبادئه وأفكاره، إذ صدح بما فيه مصلحة البشر وسلامة بيئتهم ومناخهم، فلاقت آراؤه صدى في فضاءات رحبة، ليبلغ صوته المنظمات الدولية، ويكون أحد أبرز رواد هذا المجال...

وفــي إطار التعريف بالمؤسسات العلمية، يقدم هذا العدد مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي تعتبر - منذ إنشائها في العام 1976- أول مؤسسة عربية رسمية وضعت في صدارة أهدافها نشر الثقافة العلمية باللغة العربية. وكان من أبرز مهامها تطوير الثقافة العلمية، وتعزيز جهود نشر المعرفة العلمية، وتطوير طاقات الشباب ومهاراتهم، وتشجيع الإبداع في العلوم والتكنولوجيا، وتحفيز البحث العلمي. ولهذا الغرض خصّصت جائزة سنوية سُمّيت "جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي"، تُمنح في اختصاصات العلوم الأساسية، والعلوم التطبيقية، والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، والفنون والآداب والتراث العلمي العربي والإسلامي...

وإذ تقدّم المنظمة هذا العدد إلى قرائها الأعزاء، تُزجي شكرها للكتّاب الأفاضل الذين أثروه بمقالاتهم، كما تعوّل على جهود الأكاديميين والباحثين من داخل الوطن العربي وخارجه، للإسهام في تطوير الكتابة العلميّة، بما يلبّي تطلّعات فتياننا العرب وتوجّهاتهم وطموحاتهم.